حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٩
والفرع لا يرتقي إلا على ثقة * من القواعد والدنيا بتأسيس لا يوم أولى بتخريق الجيوب ولا * لطم الخدود ولا جدع المعاطيس من يوم طوس الذي نادت بروعته * لنا النعاة وأفواه القراطيس حقا بأن الرضا أودى الزمان به * ما يطلب الموت إلا كل منفوس ذا اللحظتين وذا اليومين، مفترش * رمسا كآخر في يومين مرموس بمطلع الشمس وافته منيته * ما كان يوم الردى عنه بمحبوس يا نازلا جدثا في غير منزله * ويا فريسة يوم غير مفروس صلى عليك الذي قد كنت تعبده * تحت الهواجر في تلك الأماليس لولا مناقضة الدنيا محاسنها * لما تقايسها أهل المقاييس أحلك الله دارا غير زائلة * في منزل برسول الله مأنوس (1) أرأيتم هذه الأحزان الموجعة التي حلت بالعالم الاسلامي على فقد واحد الدنيا وسيدها الامام العظيم؟!
لقد صور أشجع السلمي برائعته مدى الخسارة العظمى التي مني بها المسلمون، والتي هي جديرة بشق الجيوب ولطم الخدود، فقد أودى الزمان بقائد الأمة، وسيدها وإمامها.
وقد ذاعت هذه القصيدة، وحفظها الناس فخاف أشجع فغير ألفاظها وجعلها في الرشيد (2).
دعبل الخزاعي:
وبكي دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت الإمام الرضا (عليه السلام) أمر البكاء ورثاه بذوب روحه، وكان مما قاله في رثائه له هذه القصيدة:
هو النفس إلا ان آل محمد * لهم دون نفسي في الفؤاد كمين أضر بهم إرث النبي فأصبحوا * يساهم فيه ميتة ومنون دعتهم ذئاب من أمية وانتحت * عليهم دراكا أزمة وسنون وعاثت بنو العباس في الدين عيثة * تحكم فيه ظالم وظنين وسموا رشيدا ليس فيهم لرشده * وها ذاك مأمون وذاك أمين

(١) مقاتل الطالبيين (ص ٥٦٨ - ٥٧٠).
(٢) مقاتل الطالبيين (ص 568).
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست