المأمون العباسي.
هذه بعض العلوم السائدة في ذلك العصر وهي تمثل الانطلاق الفكري، والتطور العلمي في عصر الإمام (عليه السلام).
المراكز العلمية:
أما المراكز العلمية في ذلك العصر فهي كالآتي:
1 - بغداد:
وكانت بغداد حاظرة من حواظر العلم في الاسلام فهي - كما ذكرنا - عاصمة الملك، وعاصمة العلم، وقد سادت فيها أنواع الثقافات العالية، وانتشرت فيها المعاهد والمدارس، وبيوت الحكمة، والمكتبات العامة والخاصة.
2 - يثرب:
أما (يثرب) فإنها من أهم المراكز العلمية في الاسلام، فقد تشكلت فيها مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ضمت عيون الفقهاء والعلماء، وقد سهروا على تدوين أحاديث أئمة الهدى (عليهم السلام)، وقد عنوا بصورة خاصة بتدوين أحاديثهم الخاصة في الفقه باعتباره النظام المتكامل في الاسلام كما تشكلت في (يثرب) مدرسة التابعين، وهي مدرسة فقهية عنت بأخذ ما روى من الصحابة في الفقه.
3 - الكوفة:
وتأتي الكوفة بعد يثرب في الأهمية، فقد كان الجامع الأعظم مركزا عاما للدراسات الاسلامية، وقد انتشرت الحلقات الدراسية التي تضم مئات الطلاب الذين يتلقون دروسهم من الأساتذة المتخصصين بالعلوم الاسلامية من الفقه والتفسير والحديث والعلوم العربية وقد عنت مدرسة الكوفة بصورة موضوعية وخاصة بعلوم أهل البيت (عليهم السلام)، وقد حدث الحسن بن علي الوشاء، فقال:
أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد (1).
وكانت في الكوفة أسر علمية رفيعة الشأن قد تخرجت من جامع الكوفة وهي:
آل حيان التغلبي، وآل أعين، وبنو عطية، وبيت بني دراج وغيرهم (2).