حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ١٨٥
الاستحسان، وقد ذهب إلى ذلك المفسرون من المعتزلة والباطنية فلم يعنوا بما أثر عن أئمة الهدى (عليهم السلام) في تفسير القرآن الكريم وانما استندوا في تفسيره إلى ما يرونه من الاستحسانات العقلية (1) أما الاخذ بالظواهر فإنه ليس من التفسير في شئ، ولا مانع منه.
ومن الجدير بالذكر ان أول مدرسة للتفسير بالمأثور أقيمت في الاسلام كانت في عهد الامام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقد كان أول مفسر للقرآن وعنه أخذ حبر الأمة عبد الله بن عباس وغيره من اعلام الصحابة، وقام من بعده الأئمة الطاهرون فقد تناولت الكثير من محاضراتهم تفسير القرآن، وأسباب نزوله وفضل قراءة آياته.
2 - الحديث:
ومن بين العلوم السائدة دراستها في ذلك العصر علم الحديث ونعني به ما أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أو عن أحد أوصيائه الأئمة الطاهرين من قول أو فعل أو تقرير لشئ فان ذلك كله من السنة، وفي السنة كما في القرآن الكريم العام والخاص، والمطلق والمقيد وغير ذلك.
وقد سبقت الشيعة إلى تدوين الأحاديث، فقد حث أئمة الهدى أصحابهم على ذلك، فقد روى أبو بصير قال: دخلت على الامام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فقال: " ما يمنعكم من الكتابة، انكم لن تحفظوا حتى تكتبوا انه خرج من عندي رهط من أهل البصرة يسألون عن أشياء فكتبوها " (2) وقد قام جماعة من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) إلى جمع الأحاديث الصحيحة في جوامع كبيرة، وهي الجوامع الأولى للامامية، وتعد الأساس لتدوين الجوامع الأربعة لمشايخ الاسلام الثلاثة (3).
3 - علم الفقه:
ومن أجل العلوم الاسلامية وأميزها علم الفقه، وقد ساد انتشاره في ذلك العصر وغيره من سائر العصور، ويناط بهذا العلم الشريف معرفة التكاليف اللازمة

(١) حياة الإمام محمد الباقر ١ / ١٨١.
(٢) حياة الإمام محمد الجواد (ص ١٩٤).
(٣) مقدمة المقنع والهداية (ص 10).
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست