ثم لا ألومك (1). ".
وليس تخوف المنصور إلى هذا الحد من عيسى بن زيد لعظمة خارقة في عيسى هذا، وإنما كل ما في الأمر أن المجتمع الإسلامي كان قد قبل - في تلك الفترة من الزمن - أن الخلافة الشرعية إنما هي في ولد علي عليه السلام. وإذا ما قام عيسى بن زيد بثورة، فإنه سوف يلقى تأييدا واسعا، فهو من جهة ابن زيد الشهيد، الثائر على بني أمية.
ومن جهة أخرى. كان من المعاونين لمحمد بن عبد الله العلوي - قتيل المدينة - الذي كان السفاح والمنصور قد بايعاه، حسبما تقدم، والذي ادعي على نطاق واسع - باستثناء الإمام الصادق عليه السلام - أنه مهدي هذه الأمة. - كما أنه - أي عيسى بن زيد - كان من المعاونين لإبراهيم أخي محمد بن عبد الله الآنف الذكر، والذي خرج بالبصرة، وقتل بباخمرى.
ومما يدل على مدى خوف المنصور من العلويين أنه:
عندما كان مشغولا بحرب محمد بن عبد الله، وأخيه إبراهيم، كان لا ينام الليل في تلك الأيام. وأهديت له جاريتان، فلم ينظر إليهما، فكلم في ذلك، فنهر المتكلمة، وقال: ". ليست هذه الأيام من أيام النساء، لا سبيل لي إليهما، حتى أعلم: أرأس إبراهيم لي، أم رأسي لإبراهيم؟ (2) ".