وهيئت له آنئذ عجينة من مخ وسكر، فاستطابها، فقال: " أراد إبراهيم أن يحرمني هذا وأمثاله (1) ".
وأرسل إلى كل باب من أبواب عاصمته - وهي الكوفة آنئذ - إبلا ودوابا، حتى إذا أتى إبراهيم وجيشه من ناحية، هرب هو إلى الري من الناحية الأخرى (2).
وفي حربه - أي المنصور - مع محمد بن عبد الله اتسخت ثيابه جدا، حيث لم ينزعها عن بدنه أكثر من خمسين يوما (3).
وكان لا يستطيع أن يتابع كلامه من كثرة همه (4).
وأخيرا. فكم من مرة رأيناه يجلب الإمام الصادق عليه السلام، ويتهدده ويتوعده، ويتهمه بأنه يدبر للخروج عليه وعلى سلطانه.
فكل ذلك يدل دلالة واضحة على مدى رعب المنصور، وخوفه من العلويين، وما ذلك إلا لإدراكه مدى ما يتمتعون به من التأكيد، في مختلف الطبقات، وعند جميع الفئات.