حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٤١٤
وأما أحمد أمين فيقول: إن ذلك بعيد، لأن المؤرخين " يروون حزن المأمون الشديد عليه، كما يرون أن المأمون بعد موته. وبعد انتقاله إلى بغداد ظل يلبس الخضرة.. إلى أن قال: فإن كان حقا قد سم، يكون قد سمه أحد غير المأمون، من دعاة البيت العباسي.. ".
ثم استشهد لذلك أيضا بمناظرة المأمون للعلماء في تفضيل الإمام علي (ع)، والتي ذكرها ابن عبد ربه في العقد الفريد، وبأنه ظل يظهر العطف على العلويين، رغم كثرة خروجهم عليه (1).
وصاحب كتاب عصر المأمون يستند في استبعاده لذلك إلى تلك الرعاية.
التي أظهرها المأمون له، وذلك الاحترام والتقدير، الذي كان يحيطه به، وخصوصا بعد أن توثقت عرى المودة بينهما بالمصاهرة، وضيف إلى ذلك أيضا: أن نفسية المأمون، وخلقه، يأبيان - على زعمه - عليه ذلك.
وعقد ولاية العهد له من بعده هو عند هؤلاء الدليل القاطع على حسن نية المأمون، وسلامة طويته.
والدكتور أحمد محمود صبحي يرى: أن قضية مسمومية الرضا (ع) هي من مختلقات الشيعة " الذين لم يجدوا تناقضا بين الحظوة التي كان ينالها من المأمون، ثم مبايعته له بولاية العهد، وتزويجه أخته (2)، وبين أن يدس له المأمون السم في العنب، ثم يصلي عليه، ويدفنه بجوار قبر أبيه الرشيد، فقد أصبح مقدرا على الأئمة منذ الحسن: أن يكون قاتلوهم هم:
الخلفاء، أو بإيعاز منهم. " (3).

(1) ضحى الإسلام ج 3 ص 295، 296.
(2) قد اتفق المؤرخون تقريبا على أن المأمون قد زوج للرضا عليه السلام " ابنته " وليس أخته.
ولم يذكر أنها أخته إلا شاذ منهم لا يعتد به، وهو الذي يتشبث به الدكتور هنا، ولعله لأنهم رأوا عدم انسجام سن الإمام مع سن ابنته آثروا أن يجعلوها أخته.. وأيا كانت الحقيقة فإن مقصود المأمون هنا حاصل..
(3) نظرية الإمامة ص 387.
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 7
2 تقديم 9
3 تمهيد 11
4 " القسم الأول: ممهدات " 19
5 قيام الدولة العباسية 21
6 مصدر الخطر على العباسيين 64
7 سياسة العباسيين ضد العلويين 74
8 سياسة العباسيين مع الرعية 107
9 فشل سياسة العباسيين ضد العلويين 129
10 " القسم الثاني: ظروف البيعة وأسبابها.. " 138
11 شخصية الإمام الرضا (ع) 139
12 من هو المأمون 148
13 آمال المأمون وآلامه 155
14 ظروف البيعة وأسبابها 192
15 أسباب البيعة لدى الآخرين 254
16 " القسم الثالث: أضواء على الموقف.. " 275
17 عرض الخلافة ورفض الإمام 277
18 قبول ولاية العهد بعد التهديد 280
19 مدى جدية عرض الخلافة 285
20 موقف الإمام 299
21 خطة الإمام 310
22 " القسم الرابع: من خلال الأحداث.. " 362
23 مع بعض خطط المأمون 363
24 كاد المريب أن يقول: خذوني 397
25 ما يقال حول وفاة الإمام 401
26 دعبل والمأمون 433
27 كلمة ختامية 436
28 وثائق هامة 439
29 رسالة الفضل بن سهل إلى الإمام 441
30 وثيقة ولاية العهد 444
31 رسالة المأمون إلى العباسيين 453
32 رسالة عبد الله بن موسى إلى المأمون 461
33 رسالة سفيان إلى هارون 465
34 قصيدة الأمير أبي فراس الحمداني 469