إصدار أحكام صائبة، في قضايا هي من أكثر المسائل التاريخية تعقيدا، بل وغموضا وإبهاما، كقضية حقيقة ظروف وعلاقات المأمون بالرضا، فحكموا على الأمور حكما سطحيا، لا يلبث أن ينهزم أمام المنطق السليم والنظر الصائب.
وإما أنهم جروا على ديدن أسلافهم في التعصب على الأئمة (ع)، والمجاراة لأهوائهم، ولخلفائهم في طمس معالم الحقيقة، التي كان يضر أولئك الخلفاء أكثر من غيرهم إظهارها، ومعرفة الناس لها..
نحن.. وما يقوله هؤلاء:
إن كان ما ذكره هؤلاء لا يمكن أن يمنع المأمون من التدبير في الإمام بما يحسم عنه مواد بلائه.. كما دبر من قبل بوزيره الفضل بن سهل، الذي أراد أن يزوجه ابنته، وكما دبر في قائده الكبير هرثمة بن أعين، الذي قتله فور وصوله إلى مرو، دون أن يستمع لشكواه، أو يصغي إلى دفاعه عن نفسه (1) وكما دبر فيما بعد بطاهر وأبنائه (2) وغيرهم،