حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٣٣٩
ويقول (ع) في وثيقة العهد، بعد تلك العبارة مباشرة: ".. فوصل أرحاما قطعت، وآمن أنفسا فزعت، بل أحياها وقد تلقت، وأغناها إذا افتقرت ".
وهو كما ترى.. في حين يشكر المأمون، ويكتب تحت اسمه: " بل جعلت فداك " (حسب رواية الإربلي فقط)، لا ينسى أن يشوب ذلك بالازراء ضمنا على آبائه العباسيين. ويذكر بما اقترفوه في حق العلويين، حيث كانوا يلاحقونهم تحت كل حجر ومدر، ويطلبونهم في كل سهل وجبل، كما قدمنا..
هذا.. ولا بأس أن نقف قليلا عند قوله: " وإنه جعل إلي عهده، والإمرة الكبرى - إن بقيت - بعده. ".
فإننا لا نكاد نتردد في أنه (ع) يشير بقوله: إن بقيت بعده إلى ذلك الفارق الكبير بالسن بينه (ع)، وبين المأمون، وأنه يتعمد توجيه الأنظار إلى عدم طبيعية هذا الأمر، وإلى عدم رغبته فيه.
وإنه كان يريد أن يعرف الناس بأنه يتوقع في أن لا يدخر المأمون وسعا من أجل التخلص منه، ولو بالاعتداء على حياته (ع)، فيما لو سنحت له الفرصة لذلك، بعد أن يكون قد حقق كل ما كان يريد تحقيقه، ووصل إلى ما كان يطمح إلى الوصول إليه، حيث لا بد حينئذ أن " يحل العقدة التي أمر الله بشدها ". ولا بد أيضا أن تنكشف خيانته للملأ، ويظهر ما يخفيه في صدره، على حد تعبيره (ع)..
وإلا فما هو الداعي له (ع) لإقحام هذا الشرط - إن بقيت - في أثناء مثل هذا الكلام.
وإننا إذا نظرنا بعمق إلى قوله بعد ذلك: فمن حل عقدة أمر الله بشدها، وفصم عروة أحب الله إيثاقها.. ". وتأملنا قوله السابق:
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 7
2 تقديم 9
3 تمهيد 11
4 " القسم الأول: ممهدات " 19
5 قيام الدولة العباسية 21
6 مصدر الخطر على العباسيين 64
7 سياسة العباسيين ضد العلويين 74
8 سياسة العباسيين مع الرعية 107
9 فشل سياسة العباسيين ضد العلويين 129
10 " القسم الثاني: ظروف البيعة وأسبابها.. " 138
11 شخصية الإمام الرضا (ع) 139
12 من هو المأمون 148
13 آمال المأمون وآلامه 155
14 ظروف البيعة وأسبابها 192
15 أسباب البيعة لدى الآخرين 254
16 " القسم الثالث: أضواء على الموقف.. " 275
17 عرض الخلافة ورفض الإمام 277
18 قبول ولاية العهد بعد التهديد 280
19 مدى جدية عرض الخلافة 285
20 موقف الإمام 299
21 خطة الإمام 310
22 " القسم الرابع: من خلال الأحداث.. " 362
23 مع بعض خطط المأمون 363
24 كاد المريب أن يقول: خذوني 397
25 ما يقال حول وفاة الإمام 401
26 دعبل والمأمون 433
27 كلمة ختامية 436
28 وثائق هامة 439
29 رسالة الفضل بن سهل إلى الإمام 441
30 وثيقة ولاية العهد 444
31 رسالة المأمون إلى العباسيين 453
32 رسالة عبد الله بن موسى إلى المأمون 461
33 رسالة سفيان إلى هارون 465
34 قصيدة الأمير أبي فراس الحمداني 469