النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٩٨
عليها لا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه (1).
* وقال في مجمع البحرين: الولي هذا الذي له النصرة والمعونة.
والولي الذي يدير الامر.
والسلطان ولي امر الرعية ومنه قول الكميت في حق علي بن أبي طالب (عليه السلام):
ونعم ولي الامر بعد وليه ومنتجع التقوى ونعم المقرب (2).
* أقول:
والمتحصل من ذلك كله ان الولاية بالكسر - وهي الاسم - وبالفتح - وهي المصدر - لها عدة استعمالات وهي:
الأولى بالشئ، الرب، المالك، السيد، المنعم، المعتق، الناصر، المحب، التابع، الجار، ابن العم، الحليف، العقيد، الصهر، العبد، المعتق، المنعم عليه، العم، الابن، ابن الأخت، الشريك، الصاحب، النزيل، القريب، الفقيد، الولي، المتصرف في الامر، المتولي في الامر.
وشواهد ذلك مدونة في كتب اللغة والتاريخ (3).
والذي يعين كل معنى منها هي القرينة الصارفة للمعاني الأخرى عن اللفظ.
* أما ما يعين المعنى الأول فأمور:
الأول: قوله تعالى * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * (4).
الدال على وحدة الولاية التي أسندت إلى الله والرسول والذين آمنوا، بدليل عدم تكرار الولاية لكل الافراد ووجود أداة الحصر في الجملة.
فحصر الولاية سبحانه وتعالى به وبرسوله من بعده ثم بالذين آمنوا، على العكس في قوله تعالى: * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * (5).
حيث أفرد الطاعة له لاختصاصها به والتي هي بمعنى العبادة، وأفرد الطاعة للرسول

١ - لسان العرب: ١٥ / ٤٠١.
٢ - مجمع البحرين: ١ / ٤٥٥.
٣ - راجع لسان العرب: ١٥ / ٤٠١ - ٤٠٧، وكنز العمال: ٢٢٨، والغدير: ١ / ٣٦٢.
٤ - المائدة: ٥٥.
٥ - النساء: ٥٩.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»