النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٨٨
* الطريق الثاني:
الاجماع على امامة أمير المؤمنين (عليه السلام) الاجماع على امامة أمير المؤمنين (عليه السلام) قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ بعد كلام طويل تقدم: " وبقي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب - صلوات الله عليه - فيكون أحق بالإمامة لما أجمعت عليه الأمة ولدلالة الكتاب والسنة عليه " (1).
وقال الشيخ المفيد (قدس): فإن قال [قائل]: فخبروني الآن من كان الامام بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) والقائم في رئاسة الدين مقامه، لأعرفه فأؤدي بمعرفته ما افترض له علي من الولاء؟
قيل له: من أجمع المسلمون على اختلافهم في الآراء والأهواء على إمامته بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، ولم يختلفوا من بعد وفاته فيما أوجب له ذلك من إجتماع خصال الفضل له والأقوال فيه والأفعال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فإن قال: أبينوا لي عن صحة هذا المقال، فاني أراكم مدعين الاجماع فيما ظاهره الاختلاف، ولست أقنع منكم فيه إلا بالشرح لوجهه والبيان.
قيل له: ليس فيما حكيناه من الاجماع اختلاف ظاهر ولا باطن، فان ظننت ذلك لبعدك عن الصواب، أفلا ترى ان الشيعة من فرق الأمة تقطع بإمامته (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بلا فصل، وتقضي له بذلك إلى وقت وفاته، وتخطئ من شك في هذا المقال على كل حال؟
والحشوية (2) والمرجئة (3) والمعتزلة (4) متفقون على إمامته (عليه السلام) بعد عثمان وانه لم يخرج عنها حتى توفاه الله تعالى راضيا عنه سليما من الضلال؟

١ - كشف الغمة: ١ / 37 - 39.
2 - وأراد بهم هنا أهل السنة عموما كما صرح بذلك في صفحة: 91 من الافصاح. والحشوية كل من يدخل في الأحاديث مالا أصل له وهم فرقة من المرجئة قالوا بالجبر والتشبيه راجع المقالات والفرق: 6 / 126 ط. طهران سنة 1261 ش.
3 - وهم من يعتقد بان الله أرجأ تعذيب الكفار عن المعاصي وقيل هم الذين يقولون ان الايمان قول بلا عمل وقيل هم ما عدا الشيعة من العامة راجع المقالات والفرق: 5 / 131، والملل والنحل 139.
4 - وهم أصحاب العدل والتوحيد ويلقبون بالقدرية والعدلية ويقولون بان الله قديم وينفون صفاته القديمة ورؤيته في دار الدنيا وينفون التشبيه من جهة المكان والصورة والجسم ونحوهم. راجع الملل والنحل:
43 - 44 - 45.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»