النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٢٥
* الدليل الرابع:
أقوال العلماء * قال محي الدين ابن عربي:... فجعل آدم خليفة لكونه أحق بالخلافة منهم [الملائكة] لفضل علمه، فمن وصل إلى هذه الفضيلة فقد اختصه الله تبارك وتعالى من بين عباده وجعله أفضل أهل زمانه (1).
* وقال في موضع آخر في معرض ذكر بعض شروط خليفة الله في أرضه: ".. فهم خلفاء من حيث لا يشعر بهم، فلا يتمكن لهذا الخليفة المشعور به وغير المشعور به أن يقوم في الخلافة إلا بعد أن يحصل معاني حروف أوائل السور، سور القرآن المعجمة مثل ألف لام ميم وغيرها، الواردة في أوائل بعض سور القرآن، فإذا أوقفه الله على حقائقها ومعانيها، تعينت له الخلافة وكان اهلا للنيابة، هذا في علمه بظاهر هذه الحروف، واما علمه بباطنها، فعلى تلك الدرجة يرجع إلى الحق فيها (2).
* وقال في موضع ثالث: لا بد من إحاطة الخليفة بجميع الأسماء والصفات الإلهية التي يطلبها العالم الذي ولاه عليه الحق سبحانه، فجعل الله الانسان الكامل في الدار الدنيا اماما وخليفة، وأعطاه علم الأسماء بما تدل عليه من المعاني وسخر لهذا الانسان وبنيه وما تناسل منه جميع ما في السماوات وما في الأرض (3).
* وقال ابن القيم الجوزية: * (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) * - وسؤالهم أن يجعلهم أئمة للمتقين هو سؤال أن يهديهم ويوفقهم ويمن عليهم بالعلوم النافعة والأعمال الصالحة ظاهرا وباطنا التي لا تتم الإمامة الا بها (4).
وكما ترى عندهما الخلافة مرتبة غيبية من الله لا يتصف بها إلا المعصومين من أهل بيت النبوة.

١ - ينابيع المودة: ٢ / ٤٩٩ الباب التاسع، والستون عن كتاب الدر المكنون.
٢ - القطب الغوث الفرد: ١٢ ط. دمشق: ١٤٠١ ه‍. والفتوحات المكية: ٢ / ٥٥٥.
٣ - الانسان الكامل: ٢٢ ط. دمشق: ١٤٠١ ه‍.، والفتوحات المكية: ٤ / 3.
4 - من كتابه الروح: 249 فصل في الفرق بين حب الرياسة وحب الامارة.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 231 ... » »»