الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ٣٤٥
وحارب فأن الحرب نصف ولن ترى * أخا الحرب يعطى الخسف حتى يسالما (1) فانظر إلى استعطافه لأبي لهب في هاتين القطعتين، وقل ما أحزم قائله، وما أحسن توصله، لان أبا طالب - رضي الله عنه - قل ما قال من الشعر قطعة طويلة أو قصيرة إلا وشهد فيها لمحمد - صلى الله عليه وآله - بالرسالة، وأقر له بالنبوة.
فانظر كيف عرى هاتين القطعتين من ذلك حيث خاطب بهما أبا لهب وذلك لما يعلمه من انحراف أبي لهب عن النبي - صلى الله عليه وآله - وإصراره على عداوته، واجتهاده في تكذيبه، وإنما استعطفه بالرحم والقرابة صناعة منه - رحمه الله - وحذقا ليكف أذى أبي لهب عن النبي - صلى الله عليه وآله - ويخذله عن مساعدة كفار قريش. لان أبا طالب لو قال لأبي لهب كيف تخذل النبي الصادق، وقد انزل الله تعالى عليه كتابا " من عنده، وما شاكل ذلك لأغراه بعداوته وبعثه على خصومته، ولذلك ما زال

(1) (النصف بكسر النون، وقد تثلث: الانصاف والعدل، والخسف:
بفتح الخاء المعجمة، وتسكين السين المهملة: الذل). (م. ص) وورد في ابن هشام في الشطر الأول (نصف ما ترى) بدل (ولن ترى).
كما زادها الأبيات التالية:
وكيف ولم يجنوا عليك عظيمة * ولم يخذلوك غانما أو مغارما جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا * وتيما ومخزوما عقوقا ومأثما بتفريقهم من بعد ود وألفة * جماعتنا كيما ينالوا المحارما كذبتم وبيت الله نبزى محمدا " * ولما تروا يوما لدى الشعب قائما " وقد أورد هذا البيت الأخير ابن أبي الحديد باختلاف جدا " بسيط. وقال ابن هشام: (وبقي منها بيت تركناه).
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»