ولم تستقر (١) له بها دعوة، حتى اجتمع الملأ من مشركي قريش في دار الندوة (٢)، واتفقوا على الفتك
بالنبي - صلى الله عليه وآله - حتى جاءه جبرئيل عليه السلام بالوحي من عند الله تعالى، فقال: اخرج عن
مكة فقد
مات ناصرك، فخرج هاربا " مستخفيا " (٣)، وبيت أمير المؤمنين - عليه السلام - على فراشه فبات واقيا " له (٤) بنفسه جاريا " على سنن أبيه في ولايته، والجد في نصرته، وبذل النفس دون حوزته حتى كان من أمره ما كان، وعند ذلك أنزل الله تعالى في
أمير المؤمنين (ع) ﴿ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله﴾ (5) الآية. فهو يقي
رسول الله (ص) بنفسه (6)، وأبوه يذب عنه (ص) هذا الذب مع ما بينهما وبينه من الرحم الشابكة، والقرابة الدانية، وكيف لا
يخاف الله