بيد أن ما حذر منه صلى الله عليه وآله وسلم وما كان يخشاه، بدت أول معالمه الخطرة تتوضح في اللحظات الأولى لرحيله صلى الله عليه وآله وسلم وانتقاله إلى عالم الخلود، وعندها وجد أعداء هذا الدين الفرصة مؤاتية للولوج إلى داخل هذا البناء والعمل على هدمه بمعاول أهله لا بمعاولهم هم.
فتفرقت هذه الأمة فرقا فرقا وجماعات جماعات، لا تتردد كل واحدة من أن تكفر الأخرى وتكيل لها التهم الباطلة والافتراءات الظالمة، وانشغل المسلمون عن أعدائهم بقتال إخوانهم والتمثيل بأجسادهم، وحل بالأمة وباء وبيل بدأ يستشري في جسدها الغض بهدوء دون أن تنشغل بعلاجه.
نعم بعد هذه السنين المرة من الفرقة والتشتت بدأ المسلمون في أخريات المطاف يلعقون جراحا خلفتها سيوف إخوانهم لا سيوف أعدائهم في حين ينظر إليهم أعداؤهم بتشف وشماتة.