نعم بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى قوم خير تعبير عنهم قول جعفر بن أبي طالب للنجاشي: أيها الملك كنا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف.
هذا في الوقت الذي كانت فيه مراكز القوى تلك تتضخم وتتعاظم على حساب ضياع البشرية وموت مبادئها.
وهكذا فقد كانت الدعوة الإسلامية الفتية وصاحبها صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة هذه المراكز بامتداداتها الرهيبة وقدراتها العظيمة، والتي شكلت أعنف مواجهة شرسة وقتال ليس له مثيل صبغ أرض الجزيرة ورمالها الصفراء، بلون أحمر قاني لسنوات لم يعرف فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخيرة أصحابه للراحة طعما وللسكون مسكنا.