إن ما حل بالمسلمين من مصائب وتخلف في كافة المستويات أوقعتهم في براثن المستعمرين أعداء الله ورسله يعود إلى تفرق كلمتهم وتبعثر جهودهم وتمزق وحدتهم، ولعل نظرة عاجلة لما يجري في بقاع المعمورة المختلفة يوضح لنا هذه الصورة المؤلمة والمفجعة، فمن فلسطين مرورا بلبنان وأفغانستان، والبوسنة والهرسك، والصومال وغيرها وغيرها مشاهد مؤلمة لنتائج هذا التمزق والتبعثر.
وإن كان من كلمة تقال فإن للجهود المخلصة الداعية إلى الالتفات إلى مصدر الداء لا أعراضه فقط الثقل الأكبر في توقي غيرها من المضاعفات الخطيرة التي تتولد كل يوم في بلد من بلاد المسلمين لا في غيرها.
ولا نغالي إذا قلنا بأن للجمهورية الإسلامية في إيران ومؤسسها الإمام الخميني - رضوان الله تعالى عليه - الفضل الأكبر في تشخيص موضع الداء وتحديد موطنه.
ولعل الاستقراء المختصر لجمل توجيهات الإمام - رحمه الله - طوال حياته ولسنين طويلة يدلنا بوضوح على قدرته التشخيصية في وضع يده على موضع الداء ودعوته إلى الالتفات إلى ذلك، لا إلى الانشغال بما عداه.