إن هذه المراكز الفاسدة كانت تعمل جاهدة لان تسلخ الإنسان من كيانه العظيم الذي اراده الله تعالى له، ودفعه عن دوره الكبير الذي خلق من أجله عندما قال تعالى للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة} بل تعمل جاهدة لأن تحجب تماما رؤية هذه الحقيقة العظيمة عن ناظر الإنسان ليبقى دائما بيدقا أعمى تجول به أصابعهم الشيطانية لتنفيذ أفكارهم المنبعثة من شهواتهم المنحرفة.
وأما ما يمكن الاعتقاد به من بقايا آثار الرسالات السابقة، فلا تعدو كونها ذبالات محتضرة لم تستطع الصمود امام تيارات التزييف والكذب والخداع التي مسخت صورتها إلى أبعد الحدود.