مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٤٨
من حيث العدد والسلاح، كان القرشيون يزيدون أضعافا مضاعفة.
ولكن المعركة لم تكن متكافئة كذلك من حيث القوى المعنوية:
المشركون خرجوا للقتال بطرا ورئاء الناس، وإمعانا في البغي والعدوان، وتأمينا لطريق تجارتهم إلى الشام، وانتقاما من المصطفى والذين هاجروا معه والذين آووه ونصروه لا يبالون غضب قريش!
والمسلمون خرجوا جهادا في سبيل دينهم، وتأمينا لحقهم في حرية العقيدة، وغضبا لما سامتهم الوثنية القرشية من أذى واضطهاد.
ومتى كان القتال بين حق وباطل، بين مستبسل في سبيل ما يؤمن أنه الحق، وبين ممعن في البغي والضلال، فإن العشرين من المؤمنين يغلبون المائة، والمائة يغلبون الألف.
وتحددت ببدر موازين القوى:
فلم يكن الامر فيها بين كثرة وقلة فحسب، ولكنه كان بين كثرة يعوزها سلاح الايمان، ليس فيها من يقاتل إلا وهو يفكر في حماية الجاه الموروث ويرى في خصومة المسلمين صيدا سهلا، وبين قلة مؤمنة صابرة ليس فيها من يقاتل إلا وهو يرجو انتصار الحق ورضوان الله، ويرى الموت في سبيل عقيدته التي آمن بها، حياة ومجدا ونصرا.
وحزب الله لم يتردد في دخول المعركة حتى يقيس قوته إلى قوة
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست