مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٤٣
وعادت فلول المشركين إلى مكة بالهزيمة والذل.
أحصى (ابن هشام) في السيرة النبوية قتلى قريش في بدر سبعين رجلا، وبلغ أسراهم نحو ذلك العدد، فكانوا ستة وستين أسيرا والباقون من الجيش المغلوب لاذوا بالفرار.
أما المسلمون فاستشهد منهم يوم بدر أربعة عشر شهيدا: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار، بذلوا أنفسهم فداء عقيدتهم فذهبوا بمجد الشهادة وشرف الجهاد وثواب الآخرة:
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وان الله لا يضيع اجر المؤمنين * الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح، للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم * الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم).
(صدق الله العظيم) وتجاوبت آفاق الحجاز بقصائد حماسية بعيدة الصدى، للشعراء الذين أخذوا أماكنهم في الموقع الوجداني للميدان، يناضلون بسلاح الكلمة لتعبئة الوجدان العام.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست