البحث حول المهدي عجّل اللّه فرجه - السيد محمد باقر الصدر - ج ١ - الصفحة ٥٢
أهل البيت (عليهم السلام) الذي ولد سنة (256 ه‍) (1) وتوفي أبوه سنة (260 ه‍)، فهذا يعني أنه كان طفلا صغيرا عند موت أبيه، لا يتجاوز خمس سنوات، وهي سن لا تكفي للمرور بمرحلة إعداد فكري وديني كامل على يد أبيه، فكيف وبأي طريقة يكتمل إعداد هذا الشخص (2) لممارسة دوره الكبير، دينيا وفكريا وعلميا؟
ويتساءلون أيضا!
إذا كان القائد جاهزا، فلماذا كل هذا الانتظار الطويل مئات السنين؟
أوليس في ما شهده العالم من المحن والكوارث الاجتماعية ما يبرر

(١) لقد أثبت الشيخ المفيد في الإرشاد: ص ٣٤٦، والشيخ الشعراني في اليواقيت والجواهر ج ٢ / المبحث ٦٥، ولادة محمد بن الحسن العسكري في عام ٢٥٥ ه‍، وهما من أجلة المحققين لدى الفريقين، وهذا ما يدحض التشكيكات التي يثيرها بعض أدعياء العلم، فضلا على ما يقتضيه الحديث المتواتر: " الأئمة اثنا عشر كلهم من قريش "، فهو لا يستقيم إلا بما تقرر لدى الإمامية، وبما التزموا به من إمامة اثني عشر إماما كلهم من العترة الطاهرة، أولهم الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، وآخرهم المهدي. وهؤلاء هم المنصوص عليهم، ويدعم ذلك ويشهد له حديث الثقلين المتواتر، وحديث من مات لا يعرف إمام زمانه، فهما لا يستقيمان إلا على عقيدة الإمامية الاثني عشرية. راجع مناقشة وافية في: الأصول العامة للفقه المقارن / العلامة محمد تقي الحكيم / بحث حجية السنة: ص ١٤٥ وما بعدها.
(٢) إن الذي تعهد وتكفل بإعداد النبي عيسى (عليه السلام)، ووهب النبي يحيى الحكم والحكمة وهو صبي، كما صرح القرآن، يمكن أن يتعهد ويتكفل بمن أعده لتطهير الأرض من الظلم والجور في آخر الزمان، كما هو نص الخبر المتواتر في المهدي الذي هو من عترة فاطمة وذرية الحسين (عليهما السلام).
راجع: التاج الجامع للأصول 5: 341 - 343.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»