النظر عن أهل البيت (عليهم السلام).
ولهذا ظل ميران المرجعية الفكرية يتأرجح فترد من الزمن، وظل الخلفاء في كثير من الحالات، يتعاملون مع الإمام علي على أساس إمامته الفكرية، أو على أساس قريب من ذلك حتى قال الخليفة الثاني مرات عديدة: (لولا علي لهلك عمر، ولا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن) (124) ولكن بمرور الزمن، بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، وتعود المسلمين تدريجيا على النظر إلى أهل البيت، والإمام علي بوصفهم أشخاصا اعتياديين ومحكومين أمكن الاستغناء عن مرجعيتهم الفكرية أساسا، وإسنادها إلى بديل معقول، وهذا البديل ليس هو شخص الخليفة بل الصحابة، وهكذا وضع بالتدريج مبدأ مرجعية الصحابة، ككل، بدلا عن مرجعية أهل البيت، وهو بديل يستسيغه النظر بعد تجاوز المرجعية المنصوصة لان هؤلاء هم الجيل الذي رافق النبي (صلى الله عليه وآله) وعاش حياته وتجربته، ووعى حديثه وسنته (143).