نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٧٧
وقد قدر لهذا الاتجاه ممثلون جريئون من كبار الصحابة من قبيل عمر بن الخطاب الذي ناقش الرسول (صلى الله عليه وآله)، واجتهد في مواضع عديدة، خلافا للنص ايمانا منه بجواز ذلك ما دام يرى أنه لم يخطي المصلحة في اجتهاده. وبهذا الصدد يمكننا ان نلاحظ، موقفه من صلح الحديبية واحتجاجه على هذا الصلح) (123)، وموقفه من الاذان وتصرفه فيه باسقاط (حي على خير العمل) (124) وموقفه من النبي حين شرع متعة الحج (125) إلى غير ذلك من مواقفه

(١٢٣) راجع السيرة النبوية / لابن هشام / القسم الثاني / ص ٣١٦ / ٣١٧، تحقيق مصطفى السقا وآخرين دار الكنوز الأدبية بيروت.
وراجع أيضا: تاريخ الطبري / ج ٢ / ص ١٢٢.
(١٢٤) راجع شرح التجريد / القوشجي / آخر مبحث الإمامة قال: كانت همم أولي الأمر منصرفة إلى نشر الدعوة الاسلامية وفتح المشارق والمغارب وفتح الممالك لا يكون الا بتشويق الجند إلى التورط في سبيله بالمهالك، بحيث يشربون في قلوبهم الجهاد، حتى يعتقدون أنه خير عمل يرجونه، يوم المعاد. ولذا ترجح في نظر هم إسقاط هذا الفصل يعني حي على خير العمل - في الاذان - تقديما لتلك المصلحة على التعبد بما جاء به الشرع الأقدس، فقال الخليفة الثاني على المنبر: ثلاث كن على عهد رسول الله، وأنا أنهى عنهن، وأحرمهن، وأعاقب عليهن، متعة النساء ومتعة الحج، وحي على خير العمل.
(١٢٥) التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول / الشيخ منصور على ناصف من علماء الأزهر الشريف / ج ٢ / ص ١٢٤ - كتاب الحج - عن أبي حمزه الضبعي قال: تمتعت فنهاني ناس عن ذلك فسالت ابن عباس، فأمرني بها ثم انطلقت إلى البيت فتمت فأتاني آت في منامي فقال: عمرة متقبلة وحج مبرور قال: فاتيت ابن عباس فأخبرته بما رأيت فقال: الله أكبر الله أكبر سنة أبي القاسم (صلى الله عليه وآله) ورواه مسلم والبخاري... وعن عمران بن حصين قال: نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يحرمها قرآن، ولم ينه عنها حتى ورواه الشيخان قال الشيخ ناصف في الهامش (اشتهر النهي عن المتعة عن عمر وعثمان ومعاوية).
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 71 73 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة