نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٩٤
السياسي إلا إذا تنازلوا عن التشيع. غير أن الذي ساعد على تصور اعتزال الأئمة وتخليهم من الجانب السياسي من قيادتهم، ما بدا من عدم إقدامهم على عمل مسلح ضد الوضع الحاكم مع إعطاء الجانب السياسي من القيادة معن ضيقا لا ينطبق إلا على عمل مسلح من هذا القبيل.
ولدينا نصوص عديدة عن الأئمة (عليهم السلام) توضح أن إمام الوقت دائما كان مستعدا لخوض عمل مسلح إذا وجدت لديه القناعة بوجود الأنصار والقدرة على تحقيق الأهداف الاسلامية من وراء ذلك العلم المسلح (149).
ونحن إذا تتبعنا سير الحركة الشيعية، نلاحظ أن القيادة الشيعية المتمثلة في أئمة أهل البيت، كانت تؤمن بأن تسلم السلطة وحده لا يكفي، ولا يمكن من تحقيق عملية التغيير إسلاميا، ما لم تكن هذه السلطة مدعمة بقواعد شعبية واعية تعي أهداف تلك السلطة وتؤمن بنظريتها في الحكم، وتعمل في سبيل حمايتها، وتفسير مواقفها للجماهير، وتصمد في وجه الأعاصير:
وفي نصف القرن الأولى بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) كانت القيادة الشيعية بعد إقصائها عن الحكم، تحاول باستمرار استعادة الحكم بالطرق التي تؤمن بها، لأنها كانت تؤمن بوجود قواعد

(149) راجع: أصول الكافي / ج 2 / ص 190 - باب في قلد عدد المؤمنين / الطبعة الاسلامية طهران / 1388 ه‍.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 91 92 93 94 95 96 97 99 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة