نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٣٣
الطليعي منها، الذي يضم المهاجرين والأنصار 7 بوصفه هو المكلف بتطبيق نظام الشورى 7 مع أننا لا نجد في الأحاديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) أي صورة تشريعية محددة لنظام الشورى (27).
وأما ذهنية الأمة أو ذهنية الجيل الطليعي منها فلا نجد فيها أي ملامح أو انعكاسات محددة لتوعية من ذلك القبيل. فإن هذا الجيل كان يحتوي على اتجاهين، أحدهما الاتجاه الذي يتزعمه أهل البيت، والاخر الاتجاه الذي تمثله السقيفة والخلافة التي قامت فعلا بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله).
فأما الاتجاه الأول: فمن الواضح أنه كان يؤمن بالوصاية والإمامة، ويؤكد على القرابة، ولم ينعكس منه الايمان بفكرة الشورى (28).

(٢٧) يعترف الدكتور ضياء الدين الريس في كتابه " النظريات السياسية الاسلامية " بأن الخلافة بالصورة التي انتهى إليها نظام الشورى لم يكن أساسها الأحاديث، وإنما إجماع الصحابة على حد زعمه. ص ١٠٦ في الهامش ردا على آرنولد. ويظهر ذلك بصورة أوضح في معرض رده ومناقشته للدكتور على عبد الرزاق في كتابه " الاسلام وأصول الحكم " إذ نفى هذا الأخير وجود أي نصوص تشريعية حديثية يستفاد منها نظام الحكم والسياسة وقد رد عليه الدكتور الريس، محتجا بما جرت عليه سيرة الخلفاء الراشدين وإن فعلهم ذاك هو الاخر له قيمة تشريعية في الاسلام. راجع ص ١٧٤ / ١٧٥.
وراجع مناقشة وافية شافية كافية للنصوص التي قيل إنها في الشورى / أساس الحكومة الاسلامية للعلامة السيد كاظم الحائري / ص ٨١ وما بعدها - مطبعة النيل - بيروت / ١٣٩٩.
(٢٨) راجع انكار الإمام علي " على " فكرة الشورى، واحتجاجه على المؤتمرين في السقيفة عندما احتج أبو بكر بالقرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخطبة الشقشقية وقوله عليه السلام: فيالله وللشورى... " نهجه البلاغة / شرح الإمام محمد عبده / ج 1 / ص 30 / 33.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة