نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٢٢
منه الانسان الاسلامي، الذي يحمل الدور الجديد إلى العالم، وتجتث منه كل جذور الجاهلية ورواسبها (6).
وقد خطا القائد الأعظم (صلى الله عليه وآله) بعملية التغيير خطوات مدهشة، في برهة قصيرة، وكان على العملية التغييرية أن تواصل طريقها الطويل حتى بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله).
وكان النبي يدرك منذ فترة قبل وفاته، أن أجله قد دنا، وأعلن ذلك بوضوح في " حجة الوداع " (7)، ولم يفاجئه الموت مفاجأة. وهذا يعني أنه كان يملك فرصد كافية للتفكير في مستقل الدعوة بعده، حتى إذا للرسالة عن طريق الوحي (8). وفي هذا الضوء يمكننا أن الإلهية المباشرة للرسالة عن طريق الوحي (8). وفي هذا الضوء يمكننا أن نلاحظ أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان أمامه ثلاثة طرق بالامكان انتهاجها تجاه مستقبل الدعوة. أولهما: الطريق السلبي، وثانيهما: الطريق الايجابي ممثلا بالشورى وثالثهما: التعيين [وهنا ثلاثة مباحث].

(٦) جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور) الحديد / 9.
(7) جاء ذلك عنه صلوات الله وسلامه عليه في خطبة حجة الوداع إذ قال: " ألا وإني أوشك أن ادعى فأجيب... وفي رواية كأني قد دعيت فأجبت، واني تركت فيكم الثقلين... " صحيح مسلم / ج 4 / ص 1874، وعن عبد الله بن مسعود قال: " كنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة فتنفس، فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: نعيت إلى نفسي... " مختصر تاريخ ابن عساكر / ج 18 / ص 32.
(8) بمعنى أننا لو افترضنا أن النبي حريص على دعوته المباركة - كما هو شأنه - وعلى أن تصل هذه الدعوة إلى مداها المقدار لها، وقد كان متطلعا إلى أن تصل إلى العالم أجمع، فإن هذا بحد ذاته يقتضيه أن يحسب حساب المستقبل.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 19 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة