الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٨٧
مدح قم وأهلها، وانها مما سبقت إلى قبول الولاية، فزينها الله تعالى بالعرب وفتح إليه من أبواب الجنة، وانها قطعة من بيت المقدس، وأنها عش آل محمد وعش شيعتهم، وانه إذا عمت البلدان الفتن فعليكم بقم وحواليها ونواحيها فان البلاء مدفوع عنها، وان الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين، وشغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدوان، بقم موضع قدم جبرائيل عليه السلام، وان أهل قم يحاسبون في حفرهم، ويحشرون من حفرهم إلى الجنة.
وفي البحار عن المناقب انه كتب أبو محمد (ع) إلى أهل قم وآبة ان الله تعالى بجوده ورأفته قد من عباده بنبيه محمد صلى الله عليه وآله بشيرا ونذيرا ووفقكم لقبول دينه، وأكرمكم بهدايته، وغرس في قلوب أسلافكم الماضين رحمة الله عليهم وأصلابكم الباقين تولى كفايتهم، وعمرهم طويلا في طاعته حب العترة الهادية، فمضى من مضى على وتيرة الصواب ومنهاج الصدق وسبيل الرشاد، فوردوا موارد الفائزين واجتنوا ثمرات ما قدموا ووجدوا غب ما أسلفوا.
وعن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (ره) عن سلامة بن محمد قال: انفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله تعالى عنه كتاب التأديب إلى قم، وكتب إلى جماعة الفقهاء بها، وقال لهم: انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شئ يخالفكم فكتبوا إليه انه كله صحيح، وما فيه شئ يخالف إلا قوله في الصاع، في الفطرة نصف صاع في الطعام، والطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع.
وروي عن الصادق عليه السلام قال: قم بلدنا وبلد شيعتنا، مطهرة مقدسة قبلت ولايتنا أهل البيت، لا يريدهم أحد بسوء إلا عجلت عقوبته ما لم يخونوا إخوانهم، فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم جبابرة سوء، أما انهم أنصار قائمنا ورعاة حقنا، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم اعصمهم من كل فتنة،
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»