الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٨٦
بمكان من الثقة والاعتماد لما سلم من طعنهم وغمزهم بمقتضى العادة، ولم يتمكن من نشر الأحاديث التي لم يعرفوها إلا من جهته في بلده.
ومن ثم قال في الرواشح ومدحهم إياه بأنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم كلمة جامعة وكل الصيد في جوف الفرا إنتهى.
ومما يدل على جلالته ان الأدعية والأعمال الشائعة في مسجد المهلة، وفي مسجد زيد المتداولة المتلقاة بالقبول المذكورة في المزار الكبير، ومزار الشهيد وغيرهما ينتهي سندها إليه لا غير (رضوان الله عليه).
(والقمي) بضم القاف وتشديد الميم: نسبة إلى قم مدينة مستحدثة اسلامية لا أثر للأعاجم فيها، وأول من مصرها طلحة بن الأحوص الأشعري، وبها آبار ليس مثلها عذوبة وبردا، وأهلها كلها شيعة إمامية.
وكان بدء تمصيرها في أيام الحجاج بن يوسف سنة 83، وذلك أن ابن الأشعث لما خرج على الحجاج كان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقيين فلما انهزم ابن الأشعث ورجع إلى كابل كان في جملته إخوة يقال لهم عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم، وهم وبنو سعد ابن مالك بن عامر الأشعري وقعوا إلى ناحية قم.
وكان هناك سبع قرى اسم إحداها كمندان، فنزل هؤلاء الاخوة على هذه القرى حتى افتتحوها، وقتلوا أهلها، واستولوا عليها، وانتقلوا إليها واستوطنوها، واجتمع إليهم بنو عمهم، وصارت السبع قرى سبع محال بها وسميت باسم أحدها وهي كمندان، فأسقطوا بعض حروفها فسميت بتعريبها قما، وكان متقدم هؤلاء الاخوة عبد الله بن سعد، وكان له ولد قد ربي بالكوفة، فانتقل منها إلى قم، وكان إماميا، وهو الذي نقل التشيع إلى أهلها، فلا يوجد بها سني قط. كذا قال الحموي في معجم البلدان.
(أقول): قد وردت روايات كثيرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»