الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٨٢
وحسبك ما أجمع أهل الأخبار على نقله، واتفق أهل العلم على صدور من بعثه بسرا سنة أربعين إلى الحجاز واليمن وأمره بقتل شيعة علي (ع) ونهب أموالهم، ففعل ما فعل من الظلم والفساد مما أشرنا إلى بعضه في ابن جرموز، وما ينس فلا ينس ما فعله يومئذ بنساء همدان، إذا سباهن فأقمن في السوق وكشف عن سوقهن، فأيتهن كانت أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها.
كذا عن الاستيعاب، قال: فكن أول مسلمات سبين في الاسلام، وهل هذه أفظع وأوجع أم ما فعله بطفلي عبيد الله بن العباس فذبحهما بين يدي أمهما فهامت على وجهها جنونا مما نالت، وكانت تأتي الموسم تنشدهما فتقول:
يا من أحس بابني الذين هما * كالدرتين تشظى عنهما الصدف يا من أحس بابني الذين هما * قلبي وسمعي فقلبي اليوم مختطف نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا * من إفكهم ومن الاثم الذي اقترفوا أنحى على ودجي ابني مرهفة * مشحوذة وكذاك الاثم يقترف الأبيات كذا عن الاستيعاب وابن الأثير، ومعاوية هو الذي رفع ابنه يزيد السكير المتهتك إلى أوج الخلافة وأحله عرش الملك والإمامة وملكه رقاب المسلمين وسلطه على احكام الدنيا والدين مع اطلاعه بكلابه وقروده وصقوره وفهوده وخموره وفجوره والفظائع من كل أموره.
فكان منه في طف كربلاء مع سيد شباب أهل الجنة (ع) ما أثكل النبيين عليهم السلام، ولا ينسى عظم مصيبته إلى يوم الدين، ورمى المدينة الطيبة بمسرف بن عقبة، وكان أبوه معاوية قد عهد بذلك إليه.
فكان ما كان مما لست أذكره * فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»