قال المسعودي وقد كان اتى بالبصرة في وقعة واحدة على قتل ثلاثمائة الف من الناس وبلغ من أمر عسكره انه كان ينادي فيه على المرأة من ولد الحسن والحسين والعباس وغيرهم من ولد هاشم وقريش وغيرهم من سائر العرب وأبناء الناس تباع الجارية منهم بالدرهمين والثلاثة وينادى عليها بنسبها هذه ابنة فلان الفلاني لكل زنجي منهم العشرة والعشرون والثلاثون يطؤهن الزنج ويخدمن النساء الزنجيات كما تخدم الوصائف.
وقد تكلم الناس في مقدار ما قتل في هذه السنين من الناس فمكثر ومقلل فأما المكثر فإنه يقول أفنى من الناس مالا يدركه العد ولا يقع عليه الاحصاء ولا يعلم ذلك إلا عالم الغيب والمقلل يقول أفنى من الناس خمسمائة الف الف وكلا الفريقين يقول في ذلك ظنا وحدسا إذ كان شيئا لا يدرك ولا يضبط وكان مقتله سنة 270 في خلافة المعتمد انتهى.
أقول: وقد أخبر عنه أمير المؤمنين " عليه السلام " في خطبه منها قوله كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب ولا قعقعة لجم ولا حمحمة يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها اقدام النعام.
(الصاحب بن عباد) كافي الكفاة أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن عباد بن عباس الطالقاني نادرة الزمان وشقائق النعمان أحد من يشد إليه الرحال لاخذ الأدب وينسل إلى جوده وكرمه من كل حدب جمع إلى الشرف عز الجاه ونال من الدنيا والآخرة مرتجاه:
ورث الوزارة كابرا عن كابر * موصولة الاسناد بالاسناد يروي عن العباس عباد وزارته * وإسماعيل عن عباد (1)