الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٢
من بدأهم موسى فحملوا عليه فاستطرد لهم شيئا حتى انحدروا في الوادي وحمل عليهم محمد بن سليمان من خلفهم فطحنهم طحنة واحدة حتى قتل أكثر أصحاب الحسين ثم قتل الحسين وسليمان بن عبد الله بن الحسن المثنى وعبد الله بن إسحاق ابن إبراهيم بن الحسن المثنى وأصاب الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى نشابة في عينه فتركها وجعل يقاتل أشد القتال حتى أمنوه ثم قتلوه وجاء الجند بالرؤوس والأسرى إلى موسى الهادي فأمر بقتلهم ومات في ذلك اليوم.
وعن مهج الدعوات، للسيد ابن طاووس (ره): انه لما قتل الحسين بن علي شهيد فخ حمل رأسه والأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي الخليفة العباسي فأمر برجل من الأسرى فوبخه ثم قتله ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين " عليه السلام " واخذ من الطالبيين وجعل ينال منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر " عليه السلام " فنال منه وقال والله ما خرج الحسين الا عن امره لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت قتلني الله ان أبقيت عليه ولولا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور بما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه وعلمه وفضله وما بلغني عن السفاح فيه من تقريظه وتفضيله لنبشت قبره وأحرقته بالنار احراقا فقال أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي وكان جريا عليه ليس هذا مذهب موسى بن جعفر ولا مذهب أحد من ولده ولا ينبغي ان يكون هذا منهم وأكد ذلك بالايمان المغلظة ولم يزل يرفق به حتى سكن غضبه.
قال: وكتب علي بن يقطين إلى موسى بن جعفر بصورة الامر فلما ورد الكتاب أحضر " عليه السلام " أهل بيته وشيعته فأطلعهم على ما ورد من الخبر فقال لهم:
ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك أصلحك الله وعلينا معك ان تباعد شخصك عن هذا الجبار فإنه لا يؤمن شره وعاديته وغشمه سيما وقد توعدك وإيانا معك فتبسم موسى " عليه السلام " وتمثل ببيت كعب بن مالك.
زعمت سخينة ان ستغلب ربها * فليغلبن مغالب الغلاب
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»