كان يعد في عداد ابن العميد وكان كاتب الانشاء ببغداد عن الخليفة وعن عز الدولة بختيار بن معز الدولة بن بويه وتقلد ديوان الرسائل سنة 349 وكانت تصدر عنه مكاتبات إلى عضد الدولة بن بويه بما يؤلمه فحقد عليه فلما قتل عز الدولة وملك عضد الدولة بغداد اعتقله في سنة 367 وعزم على إلقائه تحت أيدي الفيلة فشفعوا فيه ثم أطلقه في سنة 371 وكان قد امره ان يصنع له كتابا في اخبار الدولة الديلمية فعمل الكتاب التاجي وله اشعار فمنها قوله:
أسرة المرء والداه وفيما * بين حضنيهما الحياة تطيب فإذا ما طواهما الموت عنه * فهو في الناس أجنبي غريب وينسب إليه أيضا:
ليس لي مسعد على ما أقاسي * من كروبي سوى العليم السميع دفتري مؤنسي وفكري سميري * ويدي خادمي وحلمي ضجيعي ولساني سيفي وبطشي قريضي * ودواتي غيثي ودرجي ربيعي أتعاطى شجاعة أدعيها * في القوافي لقلبي المصدوع روي الخطيب البغدادي عن محمد بن المظفر أبي الحسن المعدل المعروف بابن السراج المتوفى سنة 410 قال أنشدني الصابي لنفسه:
قد كنت للحدة من ناظري * أرى السهى في الليلة المقمرة الآن ما أبصر بدر الدجى * إلا بعين تشتكي الشبكره (1) لأنني انظر منها وقد * غير مني الدهر ما غيره ومن طوى الستين من عمره * رأى أمورا فيه مستنكره وان تخطاها رأى بعدها * من حادثات النقص ما لم يره (قلت) وبمعناها قول الحكيم النظامي بالفارسية:
نشاط عمر باشد تا چهل سال * چهل رفته فرو ريزد پروبال