الديلمي الكوفي المعروف بحماد الراوية، كان من اعلم الناس بأيام العرب وأشعارها وأخبارها وأنسابها ولغاتها، كانت ملوك بني أمية تقدمه وتؤثره فيفد عليهم وينال منهم.
حكى انه قال له الوليد بن يزيد الأموي يوما وقد حضر مجلسه بم استحققت هذا الاسم فقيل لك الراوية فقال: بأني أروي لكل شاعر تعرفه يا أمير المؤمنين أو سمعت به ثم أروي لأكثر منهم ممن تعترف انك لا تعرفه ولا سمعت به ثم لا ينشدني أحد شعرا قديما ولا محدثا إلا ميزت القديم من المحدث فقال له:
فكم مقدار ما تحفظ من الشعر؟ قال: كثير ولكني أنشدك على كل حرف من حروف المعجم مئة قصيدة كبيرة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر الاسلام، قال: سأمتحنك في هذا فامتحنه فأمر له بمائة ألف درهم، توفى سنة 155 قيل كان مع هذا قليل البضاعة من العربية.
روى الشيخ الصدوق عن أبي الحسن عن آبائه " عليه السلام " قال دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا؟ فقيل علامة قال:
وما العلامة؟ قالوا اعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية وبالاشعار والعربية، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ذا علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه، وفي رواية أخرى قال (صلى الله عليه وآله): إنما العلم ثلاثة: آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة وما خلاهن فهو فضل.
(ثم اعلم) انه غير حماد بن أبي سليمان راوية إبراهيم النخعي، وهو كما قال ابن قتيبة في المعارف.
يكنى أبا إسماعيل مولى بن أبي موسى الأشعري واسم أبيه مسلم وكان ممن أرسل به معاوية إلى أبي موسى الأشعري وهو بدومة الجندل، وكان حماد مرجئا توفى سنة 120 (قك).