الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٣
وله تفسير على القرآن الكريم المسمى بحقائق التنزيل، قال في حقه أبو الحسن العمري: هو أحسن من كل التفاسير وأكبر من تفسير أبى جعفر الطبري وفي رياض العلماء نقلا عن تاريخ اليافعي انه قال في ترجمة السيد المرتضى وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام علي بن أبي طالب عليه السلام هل هو جمعه أو أخوه الرضي؟ وقيل: انه ليس من كلام علي عليه السلام وإنما أحدهما هو الذي وضعه ونسبه إليه إنتهى.
قال: وأما ما في كلام اليافعي من التأمل أولا في كون نهج البلاغة لأي الأخوين السيدين، ثم احتمال كونه من اختراعات أحدهما فهو من سخيف القول فان تلاميذ السيد الرضي بل فضلاء الشيعة الإمامية ولا سيما العلماء في إجازاتهم حتى عظماء العامة أيضا خلفا عن سلف انتسبوا جمع هذا الكتاب إلى السيد الرضي وهي متواترة من زماننا هذا وهو عام ثمانية ومائة وألف إلى زمن السيد الرضي فضلا عن زمان اليافعي من غير شك ولا ارتياب، وأهل البيت أدرى بما فيه، وكذا احتمال كونه من اختراعات أحدهما فإنه مما علم بطلانه قطعا ومأخذ تلك الخطب والكلمات موجودة في كتب العامة والخاصة، وما أورده قدس سره في نهج البلاغة ملتقطات من خطبه عليه السلام وهي بتمامه مع الزيادات التي أسقطها الرضي مذكورة في كتب العلماء المتقدمين على السيد الرضي مع العامة والخاصة أيضا إنتهى، قلت: ولما تم وكمل بدره وبلغ سبعا وأربعين من عمره اختار الله له دار بقاه فناداه ولباه وفارق دنياه وذلك في بكرة يوم الاحد لست خلون من المحرم سنة ست وأربعمائة فقامت عليه نوادب الأدب وانثلم حد القلم وفقدت عين الفضل قرنتها وجبهة الدهر غرتها، وبكاه الأفاضل مع الفضائل ورثاه الأكارم مع المكارم على أنه ما مات من لم يمت ذكره، ولقد خلد من بقي على الأيام نظمه ونثره والله يتولاه بعفوه وغفرانه، ويحييه بروحه وريحانه، فلما قضى نحبه حضر الوزير فخر الملك وجميع الأعيان والاشراف والقضاة جنازته
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»