لأنك لم تشكر نعمتي فيقول أي رب أنعمت علي بكذا فشكرت وكذا فلا يزال يحصي النعم ويعدد الشكر فيقول الله تعالى: صدقت عبدي إلا انك لم تشكر من أنعمت عليك بها على يديه وقد آليت على نفسي ألا اقبل شكر عبد على نعمة أنعمتها عليه أو يشكر من أنعمت بها على يديه، قال: فانصرفت بالخبر إلى أبى الحسن (أي علي بن محمد بن الفرات) وهو في مجلس أخيه أبى العباس أحمد بن محمد وذكرت ما جرى فاستحسن أبو العباس ما ذكرته وردني إلى عبيد الله ببر واسع أوسع من بر أخيه فأوصلته إليه فقبله وكتب إليه:
شكريك معقود بإيماني * حكم في سري وإعلاني عقد ضمير وفم ناطق * وفعل أعضاء وأركان قال: فقلت هذا أعز الله الأمير أحسن من الأول فقال: أحسن منه ما سرقته منه قلت وما هو؟ قال: حدثني أبو الصلت الهروي بخراسان عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عن الصادق عن الباقر عن السجاد عن السبط عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الايمان عقد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان.
قال: فعدت إلى أبي العباس فحدثته بالحديث وكان في مجلسه ابن راهويه المتفقه فقال: ما هذا الاسناد؟ قال ابن رشيد: فقلت له سعوط الشيلثا الذي إذا سعط به المجنون برئ وصح.
(الذهبي) محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز الدمشقي الشافعي المعروف بالتعصب (1) قالوا: ولد بدمشق سنة 673، ودرس الحديث من صغره ورحل في طلبه