الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٩٠
والخروج والنظر في السماء، ثم قال لي: أنائم أنت يا نوف؟ قلت رامق أرمقك بعيني منذ الليلة يا أمير المؤمنين قال فقال لي: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا ارض الله بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والكتاب شعارا، والدعاء دثارا، ثم قرضوا الدنيا قرضا قرضا على منهاج المسيح ابن مريم.
يا نوف: ان الله أوحى إلى عبده المسيح ان قل لبني إسرائيل لا تدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأكف نقية، وذكر باقي الحديث إنتهى.
وروى شيخنا الصدوق " ره " ما يقرب من ذلك عن نوف قال: بت ليلة عند أمير المؤمنين عليه السلام فكان يصلي الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء ويتلو القرآن، قال: فمر بي بعد هدء من الليل فقال: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ قلت: بل رامق أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين، قال يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، الحديث، وفي آخره وقل لهم اعلموا اني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمة الخ.
أقول: روى العلامة المجلسي رحمه الله في البحار عن نوف قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام يا أمير المؤمنين اني خائف على نفسي من الشره والتطلع إلى طمع من أطماع الدنيا، فقال لي: وأين أنت عن عصمة الخائفين وكهف العارفين؟ فقلت: دلني عليه؟ قال الله العلي العظيم، الخبر.
وعن فلاح السائل عن حبة العرني قال: بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين " عليه السلام " في بقية من الليل واضعا يده على الحائط شبيه الواله وهو يقول: (إن في خلق السماوات والأرض) إلى آخر الآية، قال:
ثم جعل يقرأ هذه الآيات ويمر شبه الطائر عقله، فقال لي: أراقد أنت
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»