وروى عن تلميذه ابن أبي العوجاء انه لما قيل له لم تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة؟ قال: ان صاحبي كان ملطخا كان يقول:
طورا بالقدر وطورا بالجبر، وما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه، توفى في رجب سنة 110 (قي)، ولد سنة 89.
وعنوان البصري هو الذي نقل عنه خبر في آداب العلم ينبغي ذكره لكثرة فائدته، قال العلامة المجلسي (ره) في البحار وجدت بخط شيخنا البهائي قدس الله روحه ما هذا لفظه: قال الشيخ شمس الدين محمد بن مكي نقلت من خط الشيخ احمد الفراهاني " ره " عن عنوان البصري وكان شيخا كبيرا قد اتى عليه أربع وتسعون سنة، قال: كنت اختلف إلى مالك بن انس سنين فلما قدم جعفر الصادق " عليه السلام " المدينة اختلفت إليه وأحببت ان آخذ عنه كما اخذت عن مالك، فقال لي يوما: اني رجل مطلوب ومع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الميل والنهار فلا تشغلني عن وردي وخذ عن مالك واختلف إليه كما كنت تختلف إليه فاغتممت من ذلك وخرجت من عنده وقلت في نفسي لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه والاخذ عنه فدخلت مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلمت عليه ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها ركعتين وقلت أسألك يا الله يا الله ان تعطف علي قلب جعفر وترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم ورجعت إلى دارى مغتما ولم اختلف إلى مالك بن انس لما اشرب قلبي من حب جعفر فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري فلما ضاق صدري تنعلت وترديت وقصدت جعفرا، وكان بعد ما صليت العصر فلما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟ فقلت.
السلام على الشريف فقال: هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلا يسيرا إذ خرج خادم فقال ادخل على بركة الله فدخلت وسلمت عليه فرد السلام وقال: اجلس غفر الله لك فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال: أيؤمن؟