الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٤
أيها الناس هل فيكم أحد من أهل البصرة قالوا: فعدلنا إليه وقلنا له ما تريد قال:
ان مولاي لما به يريد ان يوصيكم فملنا معه فإذا شخص ملقى على بعد من الطريق تحت شجرة لا يحير جوابا فجلسنا حوله فأحس بنا فرفع طرفه وهو لا يكاد يرفعه ضعفا فأنشأ يقول:
يا غريب الدار عن وطنه * مفراد يبكي على شجنه كلما جد البكاء به * دبت الأسقام في بدنه ثم أغمي عليه طويلا ونحن جلوس حوله إذ أقبل طائر فوقع على أعلى الشجرة وجعل يغرد ففتح عينيه وجعل يسمع تغريد الطائر ثم أنشأ يقول:
ولقد زاد الفؤاد شجا * طائر يبكي على فننه شفه ما شفني فبكى * كلنا يبكي على سكنه قاتل: ثم تنفس تنفسا فاضت نفسه منه فلم نبرح من عنده حتى غسلناه وكفناه وتولينا الصلاة عليه، فلما فرغنا من دفنه سألنا الغلام عنه فقال: هذا العباس بن الأحنف انتهى.
وذكر الخطيب ما يقرب من ذلك عن الأصمعي عنه وذكر في أحوال جعفر بن يحيى البرمكي ان هذ الاشعار للعباس بن الأحنف:
ولما رأيت السيف خالط جعفرا * ونادى مناد للخليفة في يحيى بكيت على الدنيا وأيقنت إنما * قصارى الفتى يوما مفارقة الدنيا وما هي إلا دولة بعد دولة * تخول ذا نعمى وتعقب ذا بلوى إذا أنزلت هذا منازل رفعة * من الملك حطت ذا إلى الغاية القصوى (الصهرشتي) أبو الحسن سليمان بن الحسن صاحب كتاب قبس المصباح مختصر مصباح المتهجد، قال الشيخ منتجب الدين الشيخ الثقة أبو الحسن سليمان بن الحسن
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»