الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٣
خلق يخجل النسيم من اللطف * وبأس يذوب منه الجماد ظهرت منك للورى مكرمات * فأقرت بفضلك الحساد ان يكذب بهذا عداك فقد * كذب من قبل قوم لوط وعاد جل معناك ان يحيط به الشعر * ويحصي صفاته النقاد (قوله) جمعت في صفاتك الأضداد أشار بذلك إلى ما أشار إليه الشريف الرضي رضي الله تعالى عنه في مقدمة نهج البلاغة قال: ومن عجائبه أي أمير المؤمنين (عليه السلام) - التي انفرد بها وأمن المشاركة فيها ان كلامه الوارد في الزهد والمواعظ والتذكير والزواجر إذا تأمله المتأمل وفكر فيه النظر وخلع من قلبه انه كلام مثله ممن عظم قدره ونفذ امره وأحاط بالرقاب ملكه لم يعترضه الشك في أنه كلام من لاحظ له في غير الزهادة ولا شغل له بغير العبادة قد قبع في كسر بيت أو انقطع في سفح جبل لا يسمع إلا حسه ولا يرى إلا نفسه ولا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه فيقط الرقاب ويجدل الابطال ويعود به ينطف دما ويقطر مهجا وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد وبدل الابدال، وهذه من فضائله العجيبة وخصائصه اللطيفة التي جمع بها بين الأضداد وألف بين الأشتات، وكثيرا ما أذكر الاخوان بها واستخرج عجبهم منها وهي موضع للعبرة بها والفكرة فيها، إنتهى.
(صفي الدولة) أبو الفتيان محمد بن سلطان محمد بن حيوس (كتنور) بن محمد الغنوي الشاعر المشهور، كان يدعى بالأمير لان أباه كان من أمراء المغرب وهو أحد الشعراء الشاميين له ديوان شعر كبير وهو الذي قال في شرف الدولة سلم بن قريش.
أنت الذي نفق الثناء بسوقه * وجرى الندى بعروقه قبل الدم وتقدم في ابن الخياط ما يتعلق به، توفي بحلب سنة 473 (تعج).
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»