الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٨
(الطاقي ومؤمن الطاق) أبو جعفر محمد بن علي بن النعمان الكوفي الصيرفي ثقة، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبى عبد الله (عليه السلام) وكان يلقب بالأحول والمخالفون يلقبونه شيطان الطاق كان دكانه في طاق المحامل بالكوفة يرجع إليه في النقد فيخرج كما ينقد فيقال شيطان الطاق وكان كثير العلم حسن الخاطر.
روى عن أبي خالد الكابلي قال رأيت أبا جعفر صاحب الطاق وهو قاعد في الروضة قد قطع أهل المدينة أزراره وهو دائب يجيبهم ويسألونه فدنوت منه وقلت إن أبا عبد الله (عليه السلام) نهانا عن الكلام فقال وأمرك ان تقول لي فقلت:
لا والله ولكنه امرني ان لا أكلم أحدا قال فاذهب وأطعه فيما امرك فدخلت على أبى عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بقصة صاحب الطاق وما قلت له وقوله اذهب وأطعه فيما امرك فتبسم أبو عبد الله (عليه السلام) وقال يا أبا خالد ان صاحب الطاق يكلم الناس فيطير وينقض (انقض الطائر هوى ليقع) وأنت ان قصوك لن تطير.
وللطاقي مع أبي حنيفة حكايات كثيرة فمن ذلك ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد قال: كان أبو حنيفة يتهم شيطان الطاق بالرجعة وكان شيطان الطاق يتهم أبا حنيفة بالتناسخ قال: فخرج أبو حنيفة يوما إلى السوق فاستقبله شيطان الطاق ومعه ثوب يريد بيعه فقال له أبو حنيفة أتبيع هذا الثوب إلى رجوع علي فقال إن أعطيتني كفيلا ان لا تمسخ قردا بعتك فبهت أبو حنيفة.
(قال) ولما مات جعفر بن محمد (عليه السلام) إلتقى هو وأبو حنيفة فقال له أبو حنيفة اما إمامك فقد مات فقال له شيطان الطاق اما امامك فمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم انتهى.
(ومن ذلك) انه كان أبو حنيفة يوما يتماشى مع مؤمن الطاق في سكة من سكك الكوفة إذا بمناد ينادي من يدلني على صبي ضال؟ فقال مؤمن الطاق:
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»