ثم اقبل على ما حضره من مواليه وأهل بيته فقال ليفرخ روعكم انه لا يرد أول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن المهدي وهلاكه ثم قال:
وحرمة هذا القبر مات في يومه هذا وانه لحق مثل ما انكم تنطقون سأخبركم بذلك بينما انا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي وقد تنومت عيناي إذ سنح جدي رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي وذكرت ما جرى منه في أهل بيته وانا مشفق من غوائله فقال لي لتطب نفسك يا موسى فما جعل الله لموسى عليك سبيلا فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي وقال لي قد أهلك الله آنفا عدوك فليحسن لله شكرك قال: ثم استقبل أبو الحسن ورفع يديه إلى السماء يدعو فسمعناه وهو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته إلهي كم من عدو انقضى علي سيف عداوته (الدعاء).
قال: ثم قمنا إلى الصلاة وتفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي والبيعة لهارون الرشيد.
(الشيباني) نسبة إلى شيبان أبو قبيلة وينسب إليه جماعة كثيرة منهم أبو المفضل الشيباني. قال الخطيب البغدادي نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن جرير الطبري ومحمد بن العباس اليزيدي وأمثالهم وعن خلق كثير من المصريين والشاميين إلى أن قال: وكان يضع الحديث للرافضة ويملي في مسجد الشرقية.
حدثني القاضي أبو العلاء الواسطي قال: كان أبو المفضل حسن الهيئة جميل الظاهر نظيف اللبسة وسمعت الدارقطني يسأل عنه فقال: يشبه الشيوخ انتهى.
كان مولده سنة 297 ووفاته سنة 387 وقد تقدم ذكره في الكنى ومنهم محمد بن الحسن الشيباني مولاهم صاحب أبي حنيفة وامام أهل الرأي أصله دمشقي قدم أبوه العراق فولد محمد بواسط سنة 132 ونشأ بالكوفة وسمع بها من أبي