الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٥
تلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وأبي الحسين علي بن أحمد بن محمد ابن أبي جيد القمي الذي يروي عنه (جش) ووثقه جمع من العلماء وغيرهم رحمهم الله وكان فضلاء تلامذته؟ الذين كانوا مجتهدين يزيدون على ثلاثمائة نم الخاصة ومن العامة مالا تحصى ولد (ره) في شهر رمضان سنة 385 بعد وفاة شيخنا الصدوق بأربع سنين وقدم العراق سنة 408 بعد وفاة السيد الرضى بسنتين وكان ببغداد ثم هاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام خوفا من الفتنة التي تجددت ببغداد وأحرقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام فيكلم عليه الخاص والعام وكان ذلك الكرسي مما أعطته الخلفاء وكان ذلك لوحيد العصر فكان مقامه في بغداد مع الشيخ المفيد (ره) نحوا من خمس سنين ومع السيد المرتضى نحوا من ثمان وعشرين سنة وبقي بعد السيد أربعا وعشرين سنة اثني عشر سنة منها في بغداد ثم انتقل إلى النجف الأشرف وبقى هناك إلى أن توفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر المحرم سنة 460 (تس).
وكان مدة عمره الشريف خمسا وسبعين سنة ودفن في داره وقبره الآن مزار معروف في المسجد الموسوم بالمسجد الطوسي.
وأما مصنفاته الشريفة في علوم الاسلام فهي لشهرتها تغنينا عن إيرادها فلنتبرك بذكر بعضها، أما التفسير فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن وهو كتاب جليل عديم النظير في التفاسير، وشيخنا الطبرسي في تفسيره من بحره يغترف وفي صدر كتابه بذلك يعترف وأما الحديث فإليه تشد الرحال وبه يبلغ رجاله منيته الآمال وله فيه من الكتب الأربعة المعروفة في جميع الأعصار كتابا التهذيب والاستبصار.
وأما الفقه فهو خريت هذه الصناعة والملقي إليه زمام الانقياد والطاعة وكل من تأخر عنه من الفقهاء والأعيان فقد تفقه على كتبه واستفاد منها نهاية أربه
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»