الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣١
والأخرى اليوم ان الأشتر مر بأبلة متوجها إلى مصر فصحبه نافع مولى عثمان فخدمه وألطفه حتى أعجبه واطمأن إليه فلما نزل القلزم أحضر له شربة من عسل بسم فسقاها له فمات، ألا وان لله جنودا من عسل.
(أقول) وابنه إبراهيم بن الأشتر أبو النعمان كان كأبيه سيد نخع وفارسها شجاعا شهما مقداما رئيسا، عالي النفس بعيد الهمة شاعرا فصيحا مواليا لأهل البيت عليهم السلام.
وقال الفقيه ابن نما في رسالة شرح الثأر فنهض المختار (أي لاخذ الثأر) نهوض الملك المطاع، ومد إلى أعداء الله يدا طويلة الباع فهشم عظاما تغذت بالفجور، وقطع اعطاء أنشأت على الخمور، وحاز إلى فضيلة لم يرق إلى شعاف شرفها عربي ولا عجمي، وأحرز منقبة لم يسبقه إليها هاشمي.
وكان إبراهيم بن مالك الأشتر مشاركا له في هذه البلوى، ومصدقا على الدعوى، ولم يك إبراهيم شاكا في دينه ولا ضالا في اعتقاده ويقينه، والحكم فيهما واحد.
وقال أيضا: وكان إبراهيم رحمه الله ظاهر الشجاعة واري زناد الشهامة نافذ حد الضرامة، مشمرا في محبة أهل البيت عن ساقيه متلقيا راية النصح لهم بكلتى يديه الخ.
وقال في وقعة خازر وقتله ابن زياد وحاز إبراهيم فضيلة هذا الفتح وعاقبة هذا المنح الذي انتشر في الأقطار ودام دوام الاعصار، ولقد أحسن عبد الله ابن الزبير الأسدي يمدح إبراهيم الأشتر فقال:
الله أعطاك المهابة والتقى * وأحل بيتك في العديد الأكثر وأقر عينك يوم وقعة خازر * والخيل تعثر في القنا المتكسر من ظالمين كفتهم أيامهم * تركوا لجاحلة وطير أعثر ما كان أجرأهم جزاهم ربهم * يوم الحساب على ارتكاب المنكر
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»