الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٩
وقال أيضا: كان حارسا شجاعا رئيسا من أكابر الشيعة وعظمائها شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين ونصره.
ثم ذكر بعض مما يتعلق به، ثم قال وقد روى المحدثون حديثا يدل على فضيلة عظيمة للأشتر وهي شهادة قاطعة من النبي صلى الله عليه وآله بأنه مؤتمن (مؤمن ظ) وهو قوله لنفر من أصحابه فيهم أبو ذر ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين، وكان الذي أشار إليه النبي أبو ذر رضي الله عنه، وكان ممن شهد موته حجر بن عدي، والأشتر نقل هذا عن كتاب الاستيعاب، قال السيد علي خان في أنوار الربيع في صنعة القسم ومن الغايات في ذلك قول مالك الأشتر رحمه الله تعالى:
بقيت وفري وانحرفت على العلى * ولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم أشن على ابن هند غارة * لم تخل يوما من نهاب نفوس خيلا كأمثال السعالى شزبا * تغدو ببيض في الكريهة شوس حمي الحديد عليهم فكأنه * ومضان برق أو شعاع شموس فتضمن هذا الشعر الوعيد بالقسم بما فيه الفخر العظيم من الجود والكرم والشرف والسؤدد والبسالة والشجاعة، وهذا الرجل كان من أمراء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام شديد الشوكة على من خالف أمره - ويعني بابن هند معاوية بن أبي سفيان -.
ولعمري لقد بر قسمه في صفين وأبلى بلاء لم يبله غيره، قال بعضهم لقد رأيت الأشتر في يوم صفين مقتحما للحرب وفي يده صفيحة يمانية كأنها البرق الخاطف إذا هو نكسها كادت تسيل من كفه وهو يضرب بها قدما كأنه طالب ملك قال ابن أبي الحديد: لله أم قامت عن الأشتر، لو أن إنسانا يقسم ان الله تعالى ما خلق في العرب ولا في العجم أشجع منه إلا أستاذه علي بن أبي طالب عليه السلام لما خشيت عليه الاثم.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»