الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٤
إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
وروى الشيخ المفيد قدس سره عن جابر قال سمع أمير المؤمنين " عليه السلام " رجلا يشتم قنبرا وقد رام قنبر أن يرد عليه فناداه أمير المؤمنين " عليه السلام " مهلا يا قنبر دع شاتمك مهانا ترضى الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه.
وروى عن طبقات ابن سعد صفحة 218 انه روى عن سالم مولى أبي جعفر قال: كان هشام (1) بن إسماعيل يؤذي علي بن الحسين " عليه السلام " وأهل بيته يخطب بذلك على المنبر وينال من علي " عليه السلام " فلما ولي الوليد بن عبد الملك عزله وأمر به ان يوقف للناس فكان يقول لا والله ما كان أحد أهم إلي من علي بن الحسين " عليه السلام " كنت أقول رجل صالح يسمع قوله فوقف للناس فجمع علي بن الحسين " عليه السلام " ولده وخاصته ونهاهم عن التعرض له وغدا علي بن الحسين " عليه السلام " مارا لحاجته فما عرض له فناداه هشام بن إسماعيل الله اعلم حيث يجعل رسالته، وفي رواية أخرى قال له ابنه عبد الله بن علي ولم لا نتعرض له؟ والله ان أثره عندنا لسئ وما كنا نطلب إلا مثل هذا اليوم قال يا بني نكله إلى الله تعالى فوالله ما عرض له أحد من آل الحسين " عليه السلام " بحرف حتى تصرم امره.
(تذييل): قد ظهر من خبر جابر الذي تقدم ان قنبرا كان عند أمير المؤمنين " عليه السلام " في مقام رفيع ومنزلة شريفة وكذلك كان، روى الصدوق عن أبي عبد الله " عليه السلام " قال كان لعلي عليه السلام غلام اسمه قنبر وكان يحب عليا حبا شديدا فإذا خرج علي عليه السلام خرج على أثره بالسيف وتقدم في ابن السكيت ما يدل على جلالته ويعلم جلالته من أنه كان في مجلس وصية الحسن بن علي عليه السلام إلى أخيه الحسين " عليه السلام " وما كان غائبا عن سماع كلام يحيى به

(1) كان واليا على المدينة لعبد الملك بن مروان وكان من بني مخزوم
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»