الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٦
الدارمي) هو الذي كان عبد الملك بن مروان يتمثل كثيرا بقوله:
ليست الأحلام في حال الرضا * إنما الأحلام في حال الغضب حكى عنه ابن خلكان حكاية لطيفة وهي ان بعض التجار قدم مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ومعه حمل من الخمر السود فلم يجد لها طالبا فكسدت عليه وضاق صدره فقيل له: ما ينفقها إلا مسكين الدارمي وهو من مجيدي الشعراء الموصوفين بالظرف والخلاعة فقصده فوجده قد تزهد وانقطع في المسجد فأتاه وقص عليه القصة فقال: وكيف اعمل وأنا قد تركت الشعر وعكفت على هذه الحال، فقال له التاجر: أنا رجل غريب وليس لي بضاعة سوى هذا الحمل وتضرع إليه فخرج من المسجد وأعاد لباسه الأول وعمل هذين البيتين وأشهرهما:
قل للمليحة في الخمار الأسود * ماذا أردت بناسك متعبد قد كان شمر للصلاة ثيابه * حتى قعدت له بباب المسجد فشاع بين الناس ان مسكينا الدارمي قد رجع إلى ما كان عليه وأحب واحدة ذات خمار اسود فلم يبق في المدينة ظريفة إلا وطلبت خمارا اسود، فباع التاجر الحمل الذي كان معه بأضعاف ثمنه لكثرة رغباتهم فيه فلما فرغ منه عاد مسكين إلى تعبده وانقطاعه إنتهي.
(الداماد) السيد الاجل محمد باقر بن محمد الحسيني الاسترآبادي المعروف بالمير الداماد المحقق المدقق العالم الحكيم المتبحر النقاد، ذو الطبع الوقاد الذي حلى بعقود نظمه وجواهره نثره عواطل الأجياد، وسبق بجواد فهمه الصافنات الجياد سمي الداماد لان والده كان صهرا للمحقق الثاني رضوان الله عليه فيدعى دامادا ثم انتقل هذا اللقب إلى ولده.
قال السيد الاجل السيد على خان في السلافة في مدح هذا المحقق بعد
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»