الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٤١٧
نهاية الحذق لا يستطيع من يراه ويسمع كلامه ان لا يضحك.
قال ابن المغازلي: فوقفت يوما في خلافة المعتضد بالله على باب الخاصة أضحك وأنادر فحضر حلقتي بعض خدمة المعتضد فأعجب الخادم بحكايتي، ثم انصرف عني فلم يلبث ان عاد وأخذ بيدي وقال اني ذكرت حكايتك لأمير المؤمنين فأمرني باحضارك ولي نصف جائزتك، فقلت: يا سيدي أنا ضعيف وعلي عيلة وقد من الله علي بك فما عليك ان اخذت سدسها أو ربعها فأبى إلا نصفها فأخذ بيدي وأدخلني عليه فسلمت ووقفت في الموضع الذي أوقفت فيه فرد علي السلام وقد كان ينظر في كتاب فلما نظر في أكثره أطبقه ثم رفع رأسه إلي وقال: أنت ابن المغازلي، قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: قد بلغني انك تحكي وتضحك وتأتي بحكايات عجيبة ونوادر ظريفة، قلت نعم يا أمير المؤمنين الحاجة تفتق الحيلة أجمع بها الناس وأتقرب إلى قلوبهم بحكايتها التمس برهم وأتعيش بما أناله منهم قال فهات ما عندك فان أضحكتني أجزتك بخمسمائة درهم وان لم أضحك فما لي عليك فقلت ما معي إلا قفاي فاصفعه ما أحببت قال قد أنصفت إن أضحكتني فلك ما ضمنت وإلا صفعتك بهذا الجراب عشر صفعات، فالتفت فإذا أنا بجراب ادم ناعم في زاوية البيت، فقلت: جراب فيه ريح إن أنا أضحكته ربحت وإن لم أضحكه فأمر عشر صفعات بجراب منفوخ هين ثم اخذت في النوادر والحكايات فلم ادع حكاية اعرابي ولا نحوي ولا مخنث ولا قاض ولا زطي ولا نبطي ولا سندي ولا زنجي إلى غير ذلك إلا أحضرتها وأتيت بها حتى نقد جميع ما عندي وتصدع رأسي ولم يبق ورائي خادم إلا هرب ولا غلام إلا ذهب لما استفزهم الضحك فقلت: يا أمير المؤمنين قد نفد والله ما معي وما رأيت مثلك قط وما بقيت لي إلا نادرة واحدة قال هاتها، فقلت وعدتني ان تصفعني عشرا وجعلتها مكان الجائزة فأسألك ان تضعف الجائزة وتضيف إليها عشرا فأراد ان يضحك فاستمسك فقال: يا غلام خذ بيده فأخذ بيدي ومددت على قفاي فصفعت بالجراب
(٤١٧)
مفاتيح البحث: إبن المغازلي (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»