الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٤١٤
(أقول) ويأتي في العياشي نظير ذلك روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن حنبل وغيرهم من الحفاظ وكان بينه وبين أحمد بن حنبل من الصحبة والألفة والاشتراك في علم الحديث ما هو مشهور. وتأنى في الطيبي قصة تتعلق بهما. وسئل كم كتبت من الحديث؟ فقال كتبت بيدي هذه ستمائة الف حديث قال احمد ابن حنبل كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث. وكان يحيى ابن معين ينشد كثيرا: المال يذهب حله وحرامه * طرا ويبقى في غد آثامه ليس التقي بمتق لإلهه * حتى يطيب شرابه وطعامه ويطيب ما تحوي وتكسب كفه * ويكون في حسن الحديث كلامه نطق النبي لنا به عن ربه * فعلى النبي صلاته وسلامه توفي بالمدينة سنة 233 (دلج).
(أقول) الذي ظهر لي من أحوال ابن معين انه كان لا يراعي الانصاف في المحدثين من الشيعة فإذا رآه شيعيا يحكم بكذبه أو ضعفه أو تدليسه وأمثال ذلك مثلا أبو إدريس تليد بن سليمان المحاربي الكوفي كان من المحدثين المشهورين من الشيعة قدم بغداد وحدث بها، روى عنه جماعة من مشايخ أهل السنة أحدهم امام المحدثين أبو عبد الله أحمد بن حنبل. روى الخطيب في تأريخ بغداد عنه قال:
كتبت عن تليد حديثا كثيرا وروى عن أبي بكر المروزي قال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل في تليد بن سليمان: كان مذهبه التشيع ولم ير به بأسا ولكن روى عن ابن معين انه يقول تليد كان ببغداد وقد سمعت منه ولكن ليس هو بشئ.
وروى عنه أيضا يقول: تليد كذاب كان يشتم عثمان وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحدا من أصحاب رسول الله دجال لا يكتب عنه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
(قلت) والذي يهون الخطب ان هذه شنشنة في أهل العناد. ذكر الخطيب
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»