الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣٠٩
الذهب في اخبار النعمان بن المنذر وقتل كسرى إياه قال: وقد كانت خرقاء بنت النعمان بن المنذر إذا خرجت إلى بيعتها يفرش لها طريقها بالحرير والديباج مغشى بالخز والوشي ثم تقبل في جواريها حتى تصل إلى بيعتها وترجع إلى منزلها فلما هلك النعمان نكبها الزمان فانزلها من الرفعة إلى الذلة ولما وفد سعد بن أبي وقاص القادسية أميرا عليها وهزم الله الفرس وقتل رستم فاتت خرقاء بنت النعمان في حفدة من قومها وجواريها وهن في زيها عليهن المسوح والمقطعات السود مترهبات تطلب صلته فلما وقفن بين يديه أنكرهن سعد فقال أيكن خرقاء؟ قالت ها انا ذه، قال أنت خرقاء؟ قالت نعم فما تكرارك في استفهامي؟ ثم قالت: ان الدنيا دار زوال ولا تدوم على حال، تنقل أهلها انتقالا وتعقبهم بعد حال حالا، كنا ملوك هذا المصر يجبى لنا خراجه ويطيعنا أهله مدى المدة وزمان الدولة، فلما أدبر الامر وانقضى صاح بنا صائح الدهر، يا سعد انه ليس يأتي قوما بمسرة إلا ويعقبهم بحسرة، ثم أنشأت تقول:
فبينا نسوس الناس والامر أمرنا * إذا نحن فيهم سوقة ليس نعرف فأف لدنيا لا يدوم نعيمها * تقلب تارات بنا وتصرف فأكرمها سعد وأحسن جائزتها، ثم خرجت من عنده فلقيها نساء المدينة فقلن لها ما فعل بك الأمير؟ قالت أكرم وجهي، انما يكرم الكريم الكريما.
(ابن سعيد الحلي) أبو زكريا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي العالم الفاضل الفقيه الورع الزاهد الأديب النحوي المعروف بالشيخ نجيب الدين ابن عم المحقق الحلي وسبط صاحب السرائر رضوان الله عليهم أجمعين. قال ابن داود في حقه:
شيخنا الامام العلامة الورع القدوة جامع فنون العلم الأدبية والفقهية والأصولية أورع فضلاء زماننا وأزهدهم انتهى.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»