الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣١١
فيما تعب فيه الناس طول أعمارهم وابتاعوه غالبا بتجاربهم يربحك ويقع عليك رخيصا، وإن رأيت من له عقل ومروة وتجربة فاستفد منه ولا تضيع قوله ولا فعله فان فيما تلقاه تلقيحا لعقلك وحثا لك واهتداء، واقلل من زيارة الناس ما استطعت ولا تجفهم بالجملة وليكن ذلك بحيث لا يلحق منه ملل ولا ضجر ولا جفاء، واحرص على ما جمع قول القائل: ثلاثة تبقي لك الود في صدر أخيك ان تبدأه بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه. ومتى دفعك الزمان إلى قوم يذمون من العلم ما تحسنه حسدا لك وقصدا لتصغير قدرك عندك وتزهيدا لك فيه فلا يحملك ذلك على أن نزهد في عملك وتركن إلى العلم الذي مدحوه فتكون مثل الغراب الذي أعجبه مشي الحجلة فرام ان يتعلمه فصعب عليه ثم أراد ان يرجع إلى مشيه فنسيه فبقي المشي كما قيل:
ان الغراب وكان يمشي مشية * فيما مضى من سالف الأجيال حسد القطا وأراد يمشي مشيها * فأصابه ضرب من العقال فأضل مشيته وأخطأ مشيها * فلذاك سموه أبا مرقال ولا يفسد خاطرك من جعل يذم الزمان ويقول ما بقي في الدنيا كريم ولا فاضل ولا مكان يرتاح فيه الخ. توفي سنة 685 (خفه).
(ابن السقا) أبو محمد عبد الله بن محمد المحدث الذي أملا حديث الطير على أهل واسط فلم تحمله نفوسهم فوثبوا به فأقاموه وغسلوا موضعه فمضى ولزم بيته ولم يحدث أحدا من الواسطيين فلهذا قل حديثه عندهم. توفي سنة 371 (شعا) كذا عن تذكرة الحفاظ للذهبي.
(أقول) حديث الطير هو ما رواه العامة والخاصة بأسانيدهم عن انس بن مالك قال: أهدي لرسول الله طائر فوضع بين يديه فقال اللهم ائتني بأحب خلقك
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»