بقطع السرقة وقال رأيت الأول في سيماء حمنة فأولت (وأذن في الناس بالحج) ولم ارض هيئة الثاني فأولت (فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون) إلى غير ذلك.
وحكي انه قالت له امرأة رأيت كأني اصنع البيض تحت الخشب فتخرج فراريج فقال ابن سيرين: ويلك اتقي الله فإنك امرأة توفقين بين الرجال والنساء فيما لا يحبه الله عز وجل فقيل له من أين اخذت ذلك؟ قال من قوله تعالى في النساء (كأنهن بيض مكنون) وشبه المنافقين بالخشب (كأنهم خشب مسندة) فالبيض النساء والخشب هم المفسدون والفراريج هم أولاد الزنا. وكان بينه وبين الحسن البصري من المنافرة ما هو مشهور قيل جالس اما الحسن أو ابن سيرين، توفي سنة 110 عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم. وهذا كما يحكى عن جرير والفرزدق فإنه كان بينها من المنافرة والمهاجاة كما كان بين الحسن وابن سيرين، فلما مات الفرزدق وبلغ خبره جريرا بكى وقال: اما والله اني لأعلم اني قليل البقاء بعده ولقد كان نجمنا واحدا وكان كل واحد منا مشغولا بصاحبه. وقل ما مات ضد أو صديق إلا وتبعه صاحبه وكان كذلك فإنه مات الفرزدق في سنة 110 ومات جرير بعده في تلك السنة.
(ابن سينا) أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا البخاري الشيخ الفيلسوف المعروف الملقب بالشيخ الرئيس، كان أبوه من بلخ في شمال أفغانستان وسكن مملكة بخارا في زمن نوح بن منصور من الدولة السامانية فولد ولده بها. وحكي عن ولده قال لما بلغت التميز سلمني أبى إلى معلم القرآن ثم إلى معلم الأدب فكان كل شئ قرأ الصبيان على الأديب احفظها والذي كلفني أستاذي كتاب الصفات وغريب المصنف ثم أدب الكاتب ثم اصلاح المنطق ثم كتاب العين ثم شعر الحماسة ثم ديوان ابن الرومي ثم تصريف المازني ثم نحو سيبويه فحفظت تلك الكتب في سنة ونصف سنة ولولا